القرآن هو الحكمة
يقول تعالى ﴿هو الذى بعث فى الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ (الجمعة 2).
والشائع بين الناس أن الكتاب شىء والحكمة شىء آخر وحجتهم أن العطف بالواو يقتضى المغايرة إذن فالكتاب شىء آخر يغاير ويختلف عن الحكمة.
والواقع أن العطف بالواو فى القرآن قد يكون للتبيين والتوضيح والتفضيل وليس للمغايرة. ودليلنا قوله تعالى:
يقول تعالى ﴿هو الذى بعث فى الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ (الجمعة 2).
والشائع بين الناس أن الكتاب شىء والحكمة شىء آخر وحجتهم أن العطف بالواو يقتضى المغايرة إذن فالكتاب شىء آخر يغاير ويختلف عن الحكمة.
والواقع أن العطف بالواو فى القرآن قد يكون للتبيين والتوضيح والتفضيل وليس للمغايرة. ودليلنا قوله تعالى:
﴿ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكراً للمتقين﴾ (الأنبياء 48). فالفرقان والضياء والذكر كلها أوصاف توضح وتفصل وتبين معنى التوراة. وفى موضع آخر يقول تعالى عن التوراة فى حديثه تعالى عن موسى وهارون:
﴿وآتيناهما الكتاب المستبين﴾ (الصافات 117).
فالتوراة أو الكتاب المستبين هى نفسها الفرقان والضياء والذكر. والعطف هنا معناه التوضيح والتفصيل لمعنى الشىء الواحد وليس المغايرة.
والله تعالى يقول لعيسى :
والله تعالى يقول لعيسى :
﴿وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل﴾ (المائدة 110).
ويقول تعالى عن عيسى:
﴿ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل﴾ (آل عمران 48).
﴿ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل﴾ (آل عمران 48).
فالكتاب والحكمة أوصاف للتوراة والإنجيل، ولا يعنى ذلك أن الله تعالى علّم عيسى أربعة أشياء منفصلة مختلفة، والدليل هو قوله تعالى عن عيسى :
﴿ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة﴾ (الزخرف 63).
فالحكمة هنا تعنى الإنجيل الذى جاء به عيسى. والآية هنا تلخص ما جاء فى الآيتين السابقتين عن الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل. إذن فالحكمة هى كتاب الله. وبالنسبة لخاتم النبيين فقد جاءت فى القرآن أوامر عديدة متتالية فى سورة الإسراء تبدأ بقوله :-
﴿لا تجعل مع الله إلهاً آخر..﴾ وفى نهاية هذه الأوامر القرآنية يقول تعالى :
﴿ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة..﴾ (الإسراء 22: 39).
إذن فالحكمة هى آيات القرآن، والقرآن هو الحكمة فهو كلام العزيز الحكيم الذى جعله كتاباً محكماً :
﴿كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير﴾ (هود 1)
ودليلنا الأخير على أن الحكمة هى القرآن قوله تعالى ﴿واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به﴾ (البقرة 231). فلو كانت الحكمة شيئاً آخر غير القرآن لقال "وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم بهما.."، ولكن لأن الحكمة هى القرآن فقد قال ﴿يعظكم به﴾ فهما شىء واحد لذا عاد الضمير عليهما بصيغة المفرد..
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله أهلين من الناس " قالوا : من هم يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "